هنالك مفارقة تمكن وراء مصطلح "الذكاء الاصطناعي". فمن ناحية، توحي مفردة "اصطناعي" بأفكار حول مزيف وغير طبيعي أو حتى غير صادق. وهو أمر يمثل النقيض تماماً للمبادئ التي تحيط بمفردة "الذكاء" ألا وهي- الحقيقة والمعرفة والقدرة على تشكيل عالمنا. وبالتالي، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يمكن القول أن هذا الاتحاد المُتناقض والمُتضاد لا يمكن تشبيهه بأي أمر آخر سوى أنه عبارة عن"اختلال"؟ وهذا هو اللغز الذي سيتناوله معرضنا لربيع 2025.
الصور الحيّة التي تم انشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي على الانترنت، بدءاً من البابا الذي يرتدي ملابساً من ماركة بالانسياغا وصولاً إلى تصوير المغنية تايلور سويفت في مشاهد فاضحة، انتشرت بسرعة عبر الإنترنت، مما يهدد قدرة المجتمع على التفريق بين ما هو حقيقي وما هو خيالي. ومع ذلك، فإن هذا التوتر بعينه، المكوّن من الخَشيَة والدهشة، والنفور والانجذاب، والقلق والارتياح، هو بحد ذاته الذي يثير انبهارنا بشأن الذكاء الاصطناعي.
فبدءاً من الدوحة ووصولاً إلى دمشق، تعمل الأدوات المدعومة من الذكاء الاصطناعي على إحداث ثورة في مجال الصحافة، الأمر الذي يؤدي إلى تعزيز عملية إنشاء وتوزيع واستهلاك المواد الإعلامية. لكن على الرغم من ذلك، لا تزال الدوافع التي تقف وراء طرق استخدام الذكاء الاصطناعي أمراً مثيراً للجدل، ومصحوباً بمخاوف بشأن التعرض للخداع والتضليل، وزعزعة ثقة الجمهور وتكريس الانقسامات في أوساط المجتمع.
عليه، فإن الحاجة للبحث حول الذكاء الاصطناعي المتعلق بالصحافة الاستقصائية والصحفيين الذين يقومون بدراسة الذكاء الاصطناعي هو أمر مطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى. سيقوم معرضنا بالكشف عن المفاهيم اليومية الخاطئة، ويبحث في الآثار غير المرئية، ويرسم تصوراً لمستقبل يساهم فيه الذكاء الاصطناعي بدعم وتعزيز الصحافة وخدمة المصلحة العامة.
فمن خلال رواية القصص المستندة على الأدلة، والتصور البصري للبيانات، ودراسات الحالة والتفسيرات الفنية، يستعرض المعرض أربعة مواضيع رئيسية: الإدراك المتأخر، والبصيرة، والرقابة، والاستبصار. حيث سيذهب الزوار في رحلة تأملية عبر الماضي، ويستكشفون القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي في مجال الصحافة الاستقصائية، وتتبُع التداعيات الأخلاقية لتأثيرها العالمي، وتخيل مستقبل تعزز فيه هذه التقنيات من أداء وسائل الإعلام مع الحفاظ والتمسك بالقيم الأساسية.
ندعوكم للانضمام إلينا في يناير 2025 والغوص في قلب التكنولوجيا المحيّرة، نأمل أن تُعيد تعريف تصورنا للواقع.
العرض الخاص: 14 يناير 2025
من الأربعاء 15 يناير 2025 - إلى الخميس 15 مايو 2025
لمزيد من المعلومات حول هذا المعرض، يرجى التواصل عبر البريد الالكتروني. jack.taylor@northwestern.edu
-
حقوق البرنامج
جاك تيلر
يشغل جاك توماس تيلر منصب أمين مساعد في مجلس الإعلام، وهو أمين معرض "الهويات العربية، الصور في الأفلام". تشمل المشاريع الأخيرة التي اضطلع بها: مشروع (انتبه للمسافة) الذي استضافه جاليري تشكيل (دبي، 2017)، والتعاون في معرض "التراث: دليل المستخدم" الذي أقيم في استديو الأرشيف في مركز ساوثبانك، ومعرضيّ Inert Matter و Live Wire ، وكلاهما أقيما في لندن عام 2016. عمل أيضاً خبيراً استراتيجياً ومنتجاً في إحدى الوكالات الإبداعية العالمية، حيث كان مسؤولاً عن كتابة وتحرير العديد من المجلات، وفي عام 2013 أسّس مجلة "ألِف" في قطر. وهو حاصل على درجة الماجستير في الثقافة والنقد والتنظيم من سنترال سانت مارتينز، جامعة الفنون في لندن عام 2016.