خمسة أسئلة لمصمم التقنيات التفاعلية الإبداعية برام بروغارتس مقابلة
جاك توماس تايلور (ج.ت.): في معرضنا "خبر عاجل؟ كيف غيّر الهاتف الذكي وجه الصحافة" (خريف 2019 - ربيع 2020)، تركزت العديد من الموضوعات التي ناقشناها حول الدور الذي يلعبه الهاتف الذكي في إنتاج واستهلاك ونشر الأخبار. لقد عملتَ مع المتحف لوضع تصوّر بياني يركز على هذا الموضوع ويتوسع فيه. كيف قمت بتقييم واختيار معلومات المحتوى الذي قمت بإنشائه؟
برام بروغارتس (ب.ب.): تركزت مقاربتنا الأولى حول دراسة البيانات المتاحة، أي مقارنة مصادر متعددة للمعلومات. أحياناً تختلف البيانات حول معدلات انتشار الهواتف الذكية بشكل كبير بين مصدر إلى آخر، لذلك اخترنا المصادر الأكثر استقلالية، والتي تم التحقق منها قبل إدراجها. في المرحلة التالية من تطوير المحتوى، استخدمنا مجموعة فرعية من المعلومات لسرد القصة في المعرض مع التركيز على تقديم المعلومات بطريقة تطلق الحوار من خلال طرح أسئلة مثل: لماذا يُعد انتشار الهواتف الذكية أعلى بكثير في بلدٍ ما مقارنةً ببلد آخر، وكيف يتم الإبلاغ عن هذه الأرقام، ومن قِبل من؟ أدركنا أنه من الضروري طرح هذا النوع من المعلومات، ليس كحقيقة لا يمكن إنكارها، بل كنقطة انطلاق للمناقشة والحوار.
ج.ت.: كان هناك العديد من الطرق التي يمكن استخدامها لنقل هذه المعلومات. لماذا اخترتَ استخدام تصوّر البيانات؟
ب.ب.: بصفتنا استوديو للتصميم، نعتقد أن القصص تختبئ في التدفق اللامتناهي للمعلومات والبيانات التي يتم إنتاجها يومياً. نهدف إلى استخراج هذه القصص من مجموعات البيانات المعقَّدة وسردها على الجمهور. بالنسبة لنا، يُعد تصوّر البيانات أداةً لاكتساب منظور حول الأنظمة المعقدة، ونعتقد أنه عندما يتم تصورها بشكل صحيح، يمكنها أن تغير الطريقة التي ينظر بها الزوار إلى العالم من حولهم.
ج.ت.: في مجلس الإعلام لدينا تصميم مهم يتألف من 56 شاشة (الهيكل) يمكن رؤيتها من أماكن مختلفة في مساحة المعرض الرئيسية. ما هي مقاربتك في إنشاء محتوى لهذا المشهد من الشاشات؟
ب.ب.: بمجرد أن وضعنا حجر الأساس لمجموعات البيانات التي سنعمل عليها، وتوصلنا إلى قناعة واضحة بشأن القصص التي نريد سردها، حاولنا أن نضع أنفسنا في مكان الزائر. ماذا سيرى؟ كيف سيكون إيقاع حركته؟ كيف يمكننا إنشاء روايات تتكشف مع الوقت على الشاشات المختلفة؟ قمنا بتطوير سلسلة من التصورات التي من شأنها أن تروي هذه القصص بطريقة شيّقة وجذابة. من خلال عملية تكرارية، واصلنا تحسينها ثم قمنا ببناء نموذج بالحجم الطبيعي للهيكل حتى نتمكن من فهم طريقة تناسق الشاشات معاً. طوَّرنا أدوات سمحت لنا بتبسيط هذه العملية حتى نتمكن من اختبار تصوراتنا المختلفة ونرى كيف يمكن أن تنسجم معاً. في النهاية، اكتشفنا أن العملية كانت صعبة للغاية مقارنة بالتصميم لشاشة واحدة، لكن النتيجة كانت مجزية للغاية حيث يمكن للزائر اكتساب العديد من الرؤى المختلفة وتجربة الهيكل على العديد من المستويات المختلفة. يمكن للجمهور تكبير أو تقريب أحد المواضيع المحددة، أو رؤية الهيكل كتجربة كاملة، واستكشاف قصص أخرى مع الوقت أو العثور على مفاجآت. بالنسبة لنا، أدركنا أن الهيكل هو وسيلة جميلة لرواية القصص.
ج.ت.: ما الأسلوب الذي انتهجته لتطوير لغة بصرية شاملة للهيكل؟
ب.ب.: قررنا في وقت مبكر جداً أن اللغة المرئية يجب أن تعكس شكل الهيكل، وأن يعمل كل تصوّر في سياق واحد مع التصورات الأخرى. لقد اخترنا استخدام نفس الأشكال الهندسية الأساسية والشبكات والألوان والأنماط في كافة أجزاء الهيكل، وتحريكها بطريقة تخلق لغةً وإيقاعاً مرئياً بسيطاً ومعقداً في نفس الوقت. كانت الفكرة هي استخدام نهج مبسط لجعل المعلومات سهلة الهضم، وإنشاء هوية مرئية يمكن التعرّف عليها بسهولة، شريطة استخدام رسوم متحركة معقدة من شأنها أن تلهم المشاهد لاستكشاف كل تصوّر والعثور على قصص ورؤى جديدة. باستخدام أدوات التصوّر الخاصة بنا، استطعنا رؤية كل رسم في سياق الهيكل بأكمله، والتأكد من أن كل التصميمات تتناسق معاً لإنشاء هوية بصرية متناغمة.
ج.ت.: يؤثّر الصوت والسمع بشكل كبير على التجربة التي يخوضها الأشخاص في الوسائط المرئية؛ لكنك رغم ذلك اخترت عدم استخدام الصوت. لماذا ا؟
ب.ب.: رغم اهتمامنا بتصميم الصوت وإدراكنا أن الصوت قادر على تغيير تجربة المستخدم، إلا أننا في هذه الحالة ناقشنا الموضوع مع فريق أمناء المتحف وقررنا عدم استخدام الصوت في مرحلة مبكرة جداً من المشروع. نحن نعتقد بأن التصوّرات تتحدث عن نفسها، وأن الهيكل يمكن تجربته بعدة طرق مختلفة. قد يرغب بعض الزوار في قضاء المزيد من الوقت على تصوّر واحد محدد، بينما يرغب آخرون بالتحرّك في المكان ومشاهدة الهيكل الكامل. لم نرغب في استخدام الصوت لإجبار الزائر على تجربة الهيكل بطريقة معينة، بل أردنا تمكينه من استكشاف البيانات بالطريقة التي يريدها. أجرينا تجربة جمعنا فيها معلمين وطلاب معاً في قاعة المعرض لمناقشة بعض الأفكار على الشاشة وإجراء مناقشات وحوارات متعمقة. في هذه الحالة، يمكن للصوت أن يخلق حاجزاً معيقاً. لكن بالنسبة للمعرض القادم الذي سيفتتحه مجلس الإعلام في أغسطس 2022 - ستكون تجربة الزائر مع الهيكل مختلفة تماماً. هذه المرة، سيلعب الصوت دوراً مهماً. لا نريد التخلي عن الكثير بالفعل، ولكن بالنسبة لنا، كان من الملهم تنفيذ تجربتين مختلفتين تماماً لنفس الهيكل.
___جرى الحوار بشكل افتراضي في 30 مايو 2022
برام بروغارتس
برام بروغارتس هو مصمم وفنان بصري ومبرمج مبدع يعمل في مجال الوسائط التفاعلية. يركز عمله على العلاقة بين المشاهد ووسائل الإعلام، ويستكشف كيف يمكن لهذه العلاقة أن تشكل أساساً للتجارب اللمسية والسمعية والبصرية. وهو مؤسس مشارك في استديو سوبربوزيشن ومدرّس في جامعة ArtEZ للفنون، وهي أكاديمية فنية في هولندا.
سوبربوزيشن
يستكشف استوديو التصميم التفاعلي سوبربوزيشن إمكانيات نشوء علاقة عاطفية مع العالم الرقمي. يكشف العاملون في سوبربوزيشن القصص غير المروية ويتخيلونها من خلال التكنولوجيا والرمز والتصميم. ومن أجل هذا الهدف يقومون بتجربة وتحسين الواجهات والتقنيات المعاصرة لجذب الجمهور على المستوى العاطفي. يعتقد القيّمون على هذا الاستديو أن كل مشروع يمثل فرصةً للتساؤل عن كيفية تفاعل البشر مع العالم الرقمي، وجعل المفاهيم والمعلومات والبيانات والعمليات والأنظمة المعقدة أكثر واقعية.
-
حقوق المؤلفين
جاك تيلر
يشغل جاك توماس تيلر منصب أمين مساعد في مجلس الإعلام، وهو أمين معرض "الهويات العربية، الصور في الأفلام". تشمل المشاريع الأخيرة التي اضطلع بها: مشروع (انتبه للمسافة) الذي استضافه جاليري تشكيل (دبي، 2017)، والتعاون في معرض "التراث: دليل المستخدم" الذي أقيم في استديو الأرشيف في مركز ساوثبانك، ومعرضيّ Inert Matter و Live Wire ، وكلاهما أقيما في لندن عام 2016. عمل أيضاً خبيراً استراتيجياً ومنتجاً في إحدى الوكالات الإبداعية العالمية، حيث كان مسؤولاً عن كتابة وتحرير العديد من المجلات، وفي عام 2013 أسّس مجلة "ألِف" في قطر. وهو حاصل على درجة الماجستير في الثقافة والنقد والتنظيم من سنترال سانت مارتينز، جامعة الفنون في لندن عام 2016.
العلامات
المحتويات ذات الصلة
خمسة أسئلة لمايكل شاو تشين من مايتي نايس
أجرى جاك توماس تايلور أمين معرض "خبر عاجل؟ كيف غيّر الهاتف الذكي وجه الصحافة" (خريف 2019 - ربيع 2020) حواراً مع مايكل شاو تشين، وهو فنان متعدد التخصصات ومخرج ورسام في استديو مايتي نايس للرسوم المتحركة، ومقرّه سيدني، أستراليا.