"قطع قصيرة الديمومة"- القطع العابرة في معرض هويات عربية خلف الكواليس

Thumbnail image version by Unified Field for digital labels, 2019

ضمَّ معرض "هويات عربية، الصور في الأفلام" الذي أقيم في خريف 2019 نماذج عديدة من القطع قصيرة الديمومة ذات العلاقة بالسينما، بشكلها المادي، تحديداً ملصقات الأفلام والبطاقات الترويجية (بطاقات تحوي لقطات ثابتة من الفيلم مع معلومات حوله، وكانت تستخدم لترويج الأفلام في ردهات صالات العرض، قبل اعتماد اللافتات الرقمية). أكدت هذه الأشياء وغيرها من القطع المادية التي قدمها المعرض أن تمثيل الهوية في الأفلام لا يتوقف على الفيلم نفسه، بل يتجاوزه ليصل إلى قضايا التسويق وتمثيلات اللقطات الثابتة البصرية ذات الصلة.

رافق القطع المادية المعروضة بطاقات تعريفية رقمية. توجد هذه البطاقات على أجهزة iPad وهي شبيهة بالبطاقات التعريفية التقليدية، حيث تضم المعلومات التقليدية المكتوبة على شكل نص، مع بعض الصور الإضافية والصور المتحركة، مما يضع القطعة ضمن سياقها المفيد. تهدف هذه البطاقات إلى التوضيح وتقديم المعلومات الخاصة بكل قطعة - وأسهل طريقة للقيام بذلك هي باستخدام النسخة الرقمية من القطعة. لكن هذه العملية ليست سهلة كما تبدو. ستتعرفون هنا على بعض التعقيدات والصعوبات التي واجهت فريق العمل أثناء جمع هذه القطع العابرة، ومحاولة الحصول على حقوق نشرها، وتحويلها إلى الحالة الرقمية.

"ببساطة، تشمل عملية الرقمنة النسخ، وهذا أحد الحقوق الحصرية لصاحب حقوق الطبع والنشر. لقد أدى اختراع التقنيات الرقمية إلى تغييرالمشهد العام في مجال حقوق الطبع والنشر، ولا تزال عملية المحافظة على حقوق الطبع والنشر في تطور مستمر، في ظل تنامي وانتشار البيئة الرقمية استجابةً للتغييرات والمشاكل التكنولوجية، التي لم يكن المرء يتصور حدوثها في العالم التناظري".[1]

ظهرت ملصقات الأفلام والبطاقات الترويجية في العالم التناظري كمنتجات معدّة للطرح بعد الاستعمال، بحيث يتم التخلص منها بمجرد الانتهاء من عرض الفيلم في الصالات. وفي الواقع، فإن العديد من الملصقات السينمائية التي أدرجها المتحف في معرضه تحوي بيانات تذكر موعد إتلافها. لحسن الحظ، لم يلتزم الناس بهذا الموعد – إن الأمور والمنتجات قصيرة الديمومة "مثل الوثائق والهدايا التذكارية البسيطة العابرة في الحياة اليومية" – مهمة جداً بالنسبة للعديد من المعارض، لأنها "تعرِّف الباحثين وعامة الناس على الأشياء المألوفة، والمنسية والمهمَّشة في بعض الأحيان .[2]"

حصلنا على الملصقات والبطاقات الترويجية التي يقدمها معرضنا من إحدى المجموعات الخاصة في بيروت، على سبيل القرض. ضمت هذه المجموعة آلاف الملصقات السينمائية ذات الصلة بموضوعنا. يمكن الاطلاع على مقابلة مع صاحب المجموعة السيد عبودي أبو جودة، على صفحة (استكشاف المحتوى) في هذا الموقع. احتراماً لمتطلبات حقوق النشر في كل من قطر والولايات المتحدة، والتزاماً بأفضل الممارسات المتحفية، تم ذكر كافة تفاصيل القطع واسم صاحبها على اللوح الرقمي في القسم الخاص بتفاصيل كل قطعة.

يتضمن تحويل أي قطعة إلى الشكل الرقمي، كعرضها على ملصق مثلاً، عملية نسخ. وهذه العملية قد تترافق ببعض الأخطار القانونية المجهولة. هناك صعوبة خاصة في تتبع حقوق ومصادر القطع العابرة المعدّة للإتلاف، حين يتعلق الأمر بحقوق النشر وإيجاد الفنان الأصلي الذي صنعها، ومالكها. وربما تكون القطعة مصنوعة بتضافر جهود جهات متعددة - مصمّم أو فنان أو عدة فنانين، كاتب، مترجم ، طبّاع، منضِّد طباعة، شخص يطبع على الشاشة بالنسبة للملصقات القديمة أو شركات الطباعة للملصقات الحديثة، ناهيك عن صانعي الأفلام والمنتجين والاستوديو. وحتى لو أمكن إثبات الملكية، يمكن للمؤسّسات أن تختم العرض دون ذكر اسم الشخص أو الجهة الذي يؤول إليه العمل، ويكون مسؤولاً عن حقوق هذه القطع فيما بعد.

هذه هي الصعوبات الشائعة التي تواجه الراغبين في تحويل أي قطعة إلى الشكل الرقمي. لكن رقمنة الأعمال العابرة تحمل المزيد من التعقيدات، فعلى عكس الأفلام أو المطبوعات، غالباً ما يفتقر مالك هذه القطع إلى هيكلية واضحة بشأن ترخيص هذا النوع من المحتوى؛ عندما يغلق استوديو ما، قد يقوم أصحابه ببيع كتالوج أفلامهم إلى استوديو آخر أو إلى دار توزيع أخرى، لكنهم نادراً ما يبيعون المنتجات العابرة كالملصقات والبطاقات الترويجية. لذا ليس من المستغرب أن نجد ندرةً في المعلومات، وصعوبةً في متابعة محاولات الاتصال بمالكي حقوق الطبع والنشر والحصول على إذنهم لتحويل أعمالهم إلى الحالة الرقمية.

بناءً على هذه المعطيات، اخترنا تقديم الأعمال على ملصقات رقمية من خلال الرسوم البيانية التي تستخدم الألوان الأساسية لكل عمل وعناصره الرئيسية دون أي تفاصيل أو نصوص مكتوبة. لحسن الحظ، حملت العديد من الأعمال ألواناً مميزة أو مجموعات من الألوان، بحيث يمكن ربط صورة العمل والصورة البيانية بسهولة. (رغم أن هذا الترتيب قد لا يكون مثالياً بالضرورة للزوار الذين يعانون من بعض المشاكل البصرية).

لقد أرفقنا مع هذا المقال بعض التمثيلات البيانية التي تم تنفيذها للملصقات والبطاقات الترويجية الخاصة بالمعرض. كونه حلا بديلا، نشعر أنها بدت جيدة للغاية، والواقع أن بعضها جميل جداً دون تزويق.

 

Three thumb-nails as one, for web use.

Two lobby card thumb-nails as one image, for web.
Three film poster thumb-nails as one image, for web.
NU-Q photographer Nick Guttridge, 2019. Arab Identities, images in film, installation of posters, South Wall

 

[1]  صفحة 65 في، ج. درايدن (2014) The Role of Copyright in Selection for Digitization ، ذا أميريكان أركيفست، 77 (1) ربيع / صيف ، ص 64-95.

[2]  الصفحتان 1–2 في، " Illuminating New York City History through Material Culture: A Proposal to Process, Catalog, Digitize, and Rehouse the Ephemera Collections of the Museum of the City of New York، قسم السرد (المرفق 3)، تطبيق على الصندوق الوطني للعلوم الإنسانية، قسم الحفظ والإتاحة، واشنطن العاصمة، 2013. تم استرجاعه من https://www.neh.gov/sites/default/files/inline-files/museum_of_the_city_of_new_york_digitizing_the_museums_ephemera_collections_0df

حقوق الصور البيانية ليونيفايد فيلد ومجلس الإعلام.

صور التركيب © مجلس الإعلام.

  • حقوق المؤلفين

    باميلا ارسكين- لوفتس

    باميلا إرسكين لوفتس هي المديرة المؤسسة لمجلس الإعلام. تشمل خبرتها المهنية وظائف في الولايات المتحدة - بما في ذلك متحف الفن الحديث في نيويورك - وفي منطقة الخليج حيث قامت بتأسيس قسم الخدمات التعليمية والتعريفية في إدارة متاحف الشارقة بالإمارات العربية المتحدة، ثم انتقلت إلى متاحف قطر حيث شغلت منصب القيّم على تشكيل المفهوم في المتاحف. وهي حاصلة على درجة الدكتوراه في علم متاحف شبه الجزيرة العربية، مع التركيز على التواصل بين الثقافات في المعارض الخليجية. قامت بتحرير ثلاثة كتب عن الأساليب الفنية المتبعة في متاحف الخليج.