يحاصر الإقناع حياتنا اليومية ويخترقها، فحيث التفتنا نجد من يحاول إقناعنا بفكرة أو سلعة ما. يوجّه الإقناع آلية صنع القرار لدينا ويؤثر على سلوكياتنا، ويشكل تصوراتنا عن العالم من حولنا؟ لكن ما مقدار ما نعرفه عن الإقناع حقاً؟ يسعى معرض "أسرار الإقناع" من خلال استكشاف الوسيلة والرسالة والفكرة، إلى توسيع العدسة التي نفهم من خلالها أساليب وسائل الإعلام المقنِعة، ويزيد وعينا بالنظريات التي تقوم عليها هذه الأساليب.

الإعلان هو أحد أكثر مظاهر الإقناع انتشاراً ووضوحاً. تعترضنا آلاف الإعلانات كل يوم، وتلاحقنا الرسائل المقنعة بشكل متزايد في كل مكان نذهب إليه تقريباً. قد لا نستطيع الهروب منها، لكن هل يمكننا أن نصبح أقل عرضة لتأثيرها؟

يتناول القسم الأول من هذا المعرض الإعلان كعلم وفن وعمل. يمكن استكشاف التقنيات المقنِعة التي تحرك عادات المستهلك لدينا إلى جانب مفاهيم علم النفس الأساسية التي توظفها. تستخدم العلامات التجارية الفكاهة، وتكتيكات الصدمة، والتصميم البارع، ودعم المشاهير، والتضامن مع القضايا الاجتماعية لإقناعك بالفكرة، لكن ما الذي يناسبك فعلاً؟ استكشف مئات الإعلانات التي تغطي الزمن والجغرافيا والإعلام، وادرس سلوكيات المستهلك الخاصة بك، وقرر بنفسك ما إذا كان للأدوات المستهدِفة تأثير على عاداتك الشرائية.

يستكشف المعرض في قسمه الثاني المزيد من مفاهيم الإقناع الجماعي، ويدرس كيف نختبر التأثير السياسي والاجتماعي والدعاية والإكراه وكيف نتعرّض لها. يقدم المعرض ثلاث قطع فنية تركيبية تدعو المشاهد للتفاعل والمشاركة. الأول اسمه «كاميرا الغنائم» وهو ينتقد مجازات التصوير الصحفي وأعرافه، ويتحدانا لأن نكون أكثر انتقاداً للصور المنشورة التي نستهلكها ونستجيب لها. هل يمكنك التقاط صورة باستخدام كاميرا تعمل بالذكاء الاصطناعي (AI)، وهل يمكنك إضافة مكونات التصوير الصحفي الحيوية إلى هذه الصورة بحيث تؤهلك لحصد الجوائز؟ شاهد صورتك وقارنها بمجموعة من الصور الحائزة على جوائز بدءاً من عام 1955 إلى اليوم. إذا سجلت معدلاً أعلى من 90٪، سيتم تحميل صورتك على موقع كاميرا الغنائم وعرضها في المعرض.

«ما الشيء الذي أنت مستعد للموت من أجله؟» هو تركيب فيديو كُلفت بتنفيذه الفنانة العالمية بهية شهاب. يحتل هذا التركيب المؤثر 56 شاشة في مساحة العرض الرئيسية، ويقدم مشهداً بزاوية 360 درجة للإقناع الجماعي، دون أن يتغاضى عن الجوانب المظلمة للإنسانية التي اختارت المجتمعات ووسائل الإعلام استبعادها عن قصد أو دون قصد.  يتضمن هذا المشروع مساهمات من طلاب جامعة نورثويسترن في قطر بالإضافة إلى مساهمات طلاب من جامعات لندن والقاهرة.

الإقناع لا يعمل في فراغ، فخلفياتنا الاجتماعية وقيمنا ومعتقداتنا توجه تفكيرنا وتؤثر على ما يقنعنا. «ما هو موقفك؟» هو فيلم جديد يسلط الضوء على الأطر المرجعية التي تدفعنا لتحديد الخيارات واتخاذ القرارات. يدير الحوار الكوميدي القطري خليفة الهارون (مستر كيو) وفيه يجيب طلاب من المدينة التعليمية على بعض الأسئلة التي تستكشف الطبيعة السياقية المعقدة للإقناع. اختبر قناعاتك من خلال الرد على أسئلة الفيلم في المعرض.

يقولب الإقناع حياتنا كأفراد ومجتمعات ومستهلكين ونشطاء، سواء في العلاقات أو العمل أو المنزل. ألم يحِنْ الوقت للبدء بكشف أسرار قوى الإقناع؟

يرافق هذا المعرض كتاب بعنوان "أسرار الإقناع - أصوات وحوارات"، وهو متوفر باللغتين العربية والإنجليزية في مكتبة الجامعة وعلى الإنترنت.